mardi 26 avril 2011

العربي المعاصر و التراث


إن المسألة الأساسية التي تشغل فكر الجابري في التعامل مع التراث هي: كيف نبني لأنفسنا فهما موضوعيا لتراثنا، و ذلك لأن العربي المعاصر مؤطر بتراثه، بمعنى أن التراث يحتويه احتواء يفقده استقلاله و حريته. و السبب في ذلك أن العربي المعاصر قد تلقى هذا التراث منذ طفولته من دون نقد أو مناقشة، فهو عندما يفكر، يفكر بواسطته، و ذلك لأن التراث ـ حسبما يؤكد الراحل الجابري:
 )) ليس بضاعة تم إنتاجها دفعة واحدة خارج التاريخ، بل هو جزء من التاريخ، هو حركة الفكر و تطلعاته خلال مراحل معينة من التطور و بالتالي فهو لحظات متتابعة ألفى بعضها بعضا أو أكمله، لحظات فكر يعكس الواقع و يعبر عنهن سلبا أو إيجابا. و لذلك فالتعامل مع التراث تعاملا علميا يجب أن يكون على مستويين: مستوى الفهم، و مستوى التوظيف و الاستثمار، في المستوى الأول يجب أن نحرص فعلا على استيعاب تراثنا ككل بمختلف منازعه و تياراته و مراحله التاريخية، أما على مستوى التوظيف فيجب أن نتجه أكثر و أكثر إلى الأعلى مرحلة وقف به التقدم. أما أن نبحث في ما يمكن أخذه من المعتزلة و الشيعة و الخوارج و الأشاعرة ثم الفلاسفة فهذا عمل غير تاريخي، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى حلقات مفرغة، ذلك لأن ما نريد، بل ما يمكن أن نتعامل معه اليوم من التراث، ليس التراث كما عاشه أجدادنا، و كما تحتفظ لنا به الكتب، بل ما تبقى منه، أي ما بقي منه صالحا لأن يعيش معنا بعض مشاغلنا الراهنة، و قابلا للتطوير و الإغناء ليعيش معنا مستقبلنا (...) و ذلك هو معنى الأصالة.((

عبد الجليل أبو المجد، عبد العالي حارث، تجديد الخطاب الإسلامي و تحديات الحداثة، ص 98 و 99

samedi 23 avril 2011

الحداثة و الإيمان

و الحداثة بتقسيماتها الجديدة تحتم على المسلم إعادة قراءة مصادره الأساسية و مداومة التأمل في كل من مدلول الوحي و متطلبات الساعة، إذ أن مجرد الإيمان وحده غير كاف، خاصة في عصر يشهد تراجعا للقيم الروحية، إن الحداثة ليست مؤقتة بل إنها تخلّف أوضاعا ثابتة، و ما فيها من انحرافات أمر يستوقف المؤمن و يتطلب منه جهدا و اجتهاداً. و ليس من المطلوب من المؤمن أن يقتصر جهده على مجرد محاولة التكيف مع  هذه الأوضاع و المقاييس الجديدة التي تأتي بها الحداثة، و التي تدمر كافة الثقافات الأخرى و تقضي عليها، بل المطلوب من المؤمن أن يفكر كمواطن حر من جهة و أن يحيا ككائن في كامل إنسانيته من جهة أخرى.

تجديد الخطاب الإسلامي و تحديات الحداثة، ص 71، عبد الجليل أبو المجد، عبد العالي حارث

samedi 16 avril 2011

أنشطة الغرب و حركته

تحكم أنشطة الغرب و حركته مبادئ مثل النفعية و العملية و البقاء للأفضل، و تسيطر بالكلية على أسلوب حياته. و تتمثل هذه المبادئ في اشتغاله بتحقيق أهداف معينة في حياته دون محاولة إيجاد معنى و قيمة للحياة في حد ذاتها. فلم يعد الإنسان الأوروبي أو الأمريكي في العصر الحديث يعبأ كثيرا بتحقيق معنى أو هدف أو قيمة لحياته، بل أصبح منشغلا بنوعية الحياة التي يعيشها و شكلها و بالتقدم الذي يحرزه الإنسان في مجال قدرته على السيطرة على الطبيعة.

الإسلام و الغرب ـ رؤية محمد أسد
Ex. Leopold Weiss
ص 22