lundi 26 décembre 2011

دراسة التاريخ

تتوزع دراسة التاريخ في ثلاث مستويات متغايرة لكل منها سمتها الخاصة التي تميزها عن غيرها. و هذه المستويات الثلاثة هي التاريخ السردي و التاريخ العقلي و فلسفة التاريخ.

و التاريخ السردي يهتم بدراسة التاريخ بوصفه علما بالأحداث و الوقائع و أحوال البشر، و هذا النوع من الدراسة يقتصر على الوصف السردي لأحداث وقعت في الماضي، فهو علم بأحداث جزئية و منفصلة و مفككة يريد توثيقها و نقلها، و هو لا يحاول أبدا البحث في أية خيوط رابطة بين هذه الأحداث و لا اكتشاف أية قوانين تحكم سيرها، و هذا يعني أنه علم نقلي سردي يهتم بالكينونات لا بالصيرورات، و هو لذلك يسمى عادة بالتاريخ السردي الوصفي.

أما النوع الثاني من الدراسات التاريخية هو ذلك الذي يحمل من وقائع و أحداث الماضي مادة له من أجل  اكتشاف القوانين التي تحكم الحياة الإنسانية. فهو لا يريد دراسة التاريخ كأحداث  منفصلة، بل هدفه محاولة اكتشاف الخيط الذي يجمع هذه الأحداث و القوانين التي تقف وراءها من أجل إضفاء الطابع العقلاني على أحداث التاريخ و هذا المستوى من الدراسات التاريخية يلتقي مع علم الاجتماع الذي يدرس المجتمعات الماضية و المجتمعات الحاضرة على السواء، فيما يهتم التاريخ العقلي أو التاريخ العلمي كما يسمى بدراسة المجتمعات الماضية فحسب.

و النوع الثالث من الدراسات التاريخية هو ما أصبح يعرف منذ فولتير بفلسفة التاريخ، و هو لا يهتم بالقوانين التي تحكم كينونة المجتمعات البشرية، بل يهتم بالقوانين المتحكمة في التحولات و التغيرات و التطوارت، و هذا يعني أن فلسفة التاريخ تجعل من الصيرورات الاجتماعية موضوعا لها. فهي إذا تهتم بالتحولات الحضارية و الاجتماعية. فلسفة التاريخ بهذا المعنى لا تعني الإرتباط بأحداث الماضي، بل تعني مسيرة انطلقت منذ أقدم العصور و لا تزال مستمرة، و ستواصل حركتها في المستقبل.

قاسم شعيب، تحرير العقل الإسلامي، ص  177 ـ 178

vendredi 18 novembre 2011

Phil's Speech - The Third Wheel Movie

   I found this bread over there. So I took it. I like bread. It tastes good. It's good for you. It's filling. You can eat it hot or cold, which is... That's good.

And there's a million different kinds. There's rye, wheat, whole-wheat, pumpernickel, sourdough... You know sourdough bread? Egg, garlic, raisin, nut, pita, white, wheat, whole-grain, or multigrain or even a bun.

But the truth is it's all the same thing. They all started out exactly the same way. But because we needed it and we shaped it, it turned out to be exactly what we... what we wanted it to be. I don't know. Food for thought.

The Third Wheel - Moment 45:00

dimanche 31 juillet 2011

قانون كانفوشيوس - فيلسوف صيني

قل لي و سوف أنسى
أرني و لعلي أتذكر
أشركني و سوف أفهم
451 قبل الميلاد
د. طارق السويدان ـ التدريب و التدريس الإبداعي، ص 18

jeudi 28 juillet 2011

لتغيير العالم ...

عندما كنت شابا حرا طليقا ، ولم تكن لمخيلتي حدود ، كنت أحلم في تغيير العالم. وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم لا يتغير ، لذا قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر.

إلا أن بلدي هي الأخرى بدت
وكأنها باقية على ما هي عليه. وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا اقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل.

واليوم .. وأنا على فراش الموت ، أدركت فجأة كل ما
هو في الأمر.. ليتني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بإلهام وتشجيع منها ، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ، ومن يدري ، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته.
المصدر:

mercredi 27 juillet 2011

Financial Crisis or Economic Crisis?

In his book “Face à la Crise“, page 7, Luc FERRY says : “In contrast with the forth opinion almost everywhere today, the current crisis is not primarily a financial one, but an economic one, which, in one sense, is more serious and implies fundamental responses”.

Why would a French state official tend to generalize the crisis, when stressing on the fact that it is an economic one, rather than a mere financial one?

Browsing the internet, I encountered some opinions strongly defending the label “financial crisis” and generously providing specialized arguments about this status.

In my opinion, however, most people do believe that this crisis is a financial one, and it is due to the communication industry's impact over people since it entitles it as an “international crisis” or, as the author said, a “financial crisis”. Also, the crisis’s primary victims are financial institutions like banks, insurance and mortgage companies.

Now the obvious questions are:
- If the crisis is an economic one, does this mean that it is a consequence of the financial crisis?
- If so, what are the reasons of the financial crisis?
- And, what are the aspects of the economic crisis?

The financial crisis circumstances:
Some financial institutions and banks supplied some mortgage loans to families unable to pay back and without enough safeguards (process was encouraged by the American government under the law of 1977)
A hundred thousands families found themselves unable to pay back their mortgage on due time
Banks got broke, and tried to borrow money from others banks through the money market, but these other banks rejected lending money, and the number of suffering banks raised and caused a crisis in the financial activity. As a consequence, central banks put up thousands of dollars as loans to the suffering banks but things got worse
(Translated from this source)
Banks are crucial to the recovery of the economy
(Source)


Financial Crisis or Economic Crisis?

Consequences that led to an economic crisis:
Businesses have gone bankrupt and the closing of company operations: the fall of demand of materials, the increase of unsettled payments in the banking sector, and the massive layoff of employees
Aspects of the economic crisis:
Massive unemployment: the fall of consumer demand, increase of public spending on social subsidies and the increase of poverty
(Source)

All in all, I am not an economics geek, but the current events wave interpellated me and “invited” me to be curious about it. No apparent crisis shape is visible to me till now, since leisure and entertainment are still perpetuating. The current crisis, when announced, was an event that ended huge profit organizations to increase their capital. Hopefully, it would bring back the wealth balance expected by the majority of the citizens of the world.

lundi 25 juillet 2011

اسم و نسب و مولد ابن خلدون

هو عبد الرحمن ابو زيد ولي الدين ابن خلدون اشتهر بابن خلدون نسبة إلى أول من دخل الأندلس من أجداده و هو خالد بن عثمان الذي كان يعرف فيما بعد باسم خلدون على عادة أهل الأندلس إذ كانوا يضيفون إلى الإسم واواً و نوناً تعظيماً لأصحابها.
وكان ابن خلدون يضيف صفة الحضرمي على اسمه لأن أسرته ترجع إلى أصل يماني حضرمي يتصل نسبها بالصحابي وائل بن حجر.
ولد ابن خلدون في تونس في رمضان سنة 732 هجرية الموافق سنة 1332 ميلادية.

 
مقدمة العلامة ابن خلدون ـ المسمى ـ ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر ص 4 و 5

lundi 27 juin 2011

Career People

Do not keep company with people who speak of careers. Not only are such people uninteresting in themselves; they also have no interest in anything interesting...Keep company with people who are interested in the world outside themselves. The one who never asks you what you are working on; who never inquires as to the success of your latest project; who never uses the word career as a noun -- he is your friend.

Roger Rosenblatt



1001 Best Things Ever Said about Work (and the Workplace), page 71

lundi 20 juin 2011

لو كنت أسوس رجالا عقلاء

و باعتباره مؤرخا استند العروي في الصفحات الأولى من كتابه بواقعة تاريخية حدثت في القرن التاسع عشر عندما استقبل (( السلطان محمد الرابع مبعوث ملكة بريطانيا جون درمند هاي، الذي كلمه عن الأمن و الحرية و المساواة، و تحديث القطاعات الحكومية و العسكرية، و غير ذلك من مؤسسات الدولة التي تتطلب التحديث. و بعد أن استمع السلطان إلى مخاطبه باهتمام واضح، استحسن كل ما سمعه، تمنى لو يستطيع تطبيق البرنامج المقترح إذ أكد في الختام: كنت أبادر بفعل ما تقول لو كنت أسوس رجالا عقلاء، لكني أتعامل مع أسد مفترسة ((

عبد الجليل أبو المجد، مفهوم المواطنة في الفكر العربي الإسلامي، ص 97.

dimanche 12 juin 2011

المواطنة و الجنسية


يميز طارق البشري بين المواطنة و الجنسية، إذ يقول (( فالمواطنة و الجنسية، أمران يشيران إلى ظاهرة واحدة تتعلق بالوصف الذي يلحق الفرد بموجب انتمائه لجماعة سياسية قامت على أساسها الدولة. و لكن الأول يتناوله رجال السياسة و الاجتماع بآرائهم و دعاواهم، و الآخر يملكه رجال الحكم بقراراتهم و سلطانهم و تحديدهم لحد الواجب و حد الحق((

د. عبد الجليل أبو المجد ـ مفهوم المواطنة في الفكر العربي الإسلامي، ص 151

dimanche 22 mai 2011

الإسلام و الإنسان


كما أن الإسلام جاء لكي يخرج الإنسان من واقع الفوضى و الإنفلات العبث و اللا معنى، إلى واقع النظام و التناسق و الحكمة و المعنى، و يؤسس له نظاماً معرفياً تتوحد فيه المعارف و العلوم و المنهجيات.

زكي الميلاد، الإسلام و التجديد ـ كيف يتجدد الفكر الإسلامي؟ ص 81

jeudi 19 mai 2011

انتشار الإسلام

فهذا العالم الفرنسي جوستاف لوبون Gustave Lebon يقول في كتابه الشهير "حضارة العرب":

حين نبحث في فتوح العرب و أسباب انتصاراتهم سوف نرى أن القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن، فقد ترك العرب الفاتحون المغلوبين أحرارا في أديانهم، و إذا حدث ان اعتنق الأقوام النصرانية الإسلام و اتخذوا العربية لغة لهم، فذلك لما رأوه من عدل العرب الغالبين مما لم يرو مثله من سادتهم السابقين و لِما كان عليه الإسلام من التسامح الذي لم يعرفوه من قبل...و لم ينتشر الإسلام بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها.

د. حسن عزوزي، الإسلام .. و الغرب: قضايا و مواقف ـ ص 108 و 109

mardi 26 avril 2011

العربي المعاصر و التراث


إن المسألة الأساسية التي تشغل فكر الجابري في التعامل مع التراث هي: كيف نبني لأنفسنا فهما موضوعيا لتراثنا، و ذلك لأن العربي المعاصر مؤطر بتراثه، بمعنى أن التراث يحتويه احتواء يفقده استقلاله و حريته. و السبب في ذلك أن العربي المعاصر قد تلقى هذا التراث منذ طفولته من دون نقد أو مناقشة، فهو عندما يفكر، يفكر بواسطته، و ذلك لأن التراث ـ حسبما يؤكد الراحل الجابري:
 )) ليس بضاعة تم إنتاجها دفعة واحدة خارج التاريخ، بل هو جزء من التاريخ، هو حركة الفكر و تطلعاته خلال مراحل معينة من التطور و بالتالي فهو لحظات متتابعة ألفى بعضها بعضا أو أكمله، لحظات فكر يعكس الواقع و يعبر عنهن سلبا أو إيجابا. و لذلك فالتعامل مع التراث تعاملا علميا يجب أن يكون على مستويين: مستوى الفهم، و مستوى التوظيف و الاستثمار، في المستوى الأول يجب أن نحرص فعلا على استيعاب تراثنا ككل بمختلف منازعه و تياراته و مراحله التاريخية، أما على مستوى التوظيف فيجب أن نتجه أكثر و أكثر إلى الأعلى مرحلة وقف به التقدم. أما أن نبحث في ما يمكن أخذه من المعتزلة و الشيعة و الخوارج و الأشاعرة ثم الفلاسفة فهذا عمل غير تاريخي، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى حلقات مفرغة، ذلك لأن ما نريد، بل ما يمكن أن نتعامل معه اليوم من التراث، ليس التراث كما عاشه أجدادنا، و كما تحتفظ لنا به الكتب، بل ما تبقى منه، أي ما بقي منه صالحا لأن يعيش معنا بعض مشاغلنا الراهنة، و قابلا للتطوير و الإغناء ليعيش معنا مستقبلنا (...) و ذلك هو معنى الأصالة.((

عبد الجليل أبو المجد، عبد العالي حارث، تجديد الخطاب الإسلامي و تحديات الحداثة، ص 98 و 99

samedi 23 avril 2011

الحداثة و الإيمان

و الحداثة بتقسيماتها الجديدة تحتم على المسلم إعادة قراءة مصادره الأساسية و مداومة التأمل في كل من مدلول الوحي و متطلبات الساعة، إذ أن مجرد الإيمان وحده غير كاف، خاصة في عصر يشهد تراجعا للقيم الروحية، إن الحداثة ليست مؤقتة بل إنها تخلّف أوضاعا ثابتة، و ما فيها من انحرافات أمر يستوقف المؤمن و يتطلب منه جهدا و اجتهاداً. و ليس من المطلوب من المؤمن أن يقتصر جهده على مجرد محاولة التكيف مع  هذه الأوضاع و المقاييس الجديدة التي تأتي بها الحداثة، و التي تدمر كافة الثقافات الأخرى و تقضي عليها، بل المطلوب من المؤمن أن يفكر كمواطن حر من جهة و أن يحيا ككائن في كامل إنسانيته من جهة أخرى.

تجديد الخطاب الإسلامي و تحديات الحداثة، ص 71، عبد الجليل أبو المجد، عبد العالي حارث

samedi 16 avril 2011

أنشطة الغرب و حركته

تحكم أنشطة الغرب و حركته مبادئ مثل النفعية و العملية و البقاء للأفضل، و تسيطر بالكلية على أسلوب حياته. و تتمثل هذه المبادئ في اشتغاله بتحقيق أهداف معينة في حياته دون محاولة إيجاد معنى و قيمة للحياة في حد ذاتها. فلم يعد الإنسان الأوروبي أو الأمريكي في العصر الحديث يعبأ كثيرا بتحقيق معنى أو هدف أو قيمة لحياته، بل أصبح منشغلا بنوعية الحياة التي يعيشها و شكلها و بالتقدم الذي يحرزه الإنسان في مجال قدرته على السيطرة على الطبيعة.

الإسلام و الغرب ـ رؤية محمد أسد
Ex. Leopold Weiss
ص 22

dimanche 27 mars 2011

الثقافة و الحضارة

إن موضوع التعددية و قبول الآخر ارتبط، و يرتبط بشكل أساسي، بمصطلحي الثقافة و الحضارة، و الأمر ينطلق من التحديد لكلا المصطلحين، حيث يحصل خلط بينهما بسبب مفهوم كلمتي:
 Civilisation - Culture، حيث تداخل فيهما مصطلح الثقافة مع مصطلح الحضارة و مصطلح المدنية. إننا نجد فيلسوفا، مثل: أندريه لالاند في موسوعته الفلسفية، بادي الارتباك في تحديدهما، حيث يعرف كلمة Culture بأنها خصوصية للشخص المتعلم الذي حصّل على المعرفة و طوّر  ذوقه و حسّه النقدي و قدرته على الحكم، و الحديث عن هذه المفردة يستحضر حالة عقل مثقف بالتعلم. أما تحت مفردة Civilisation فإنه يقول بأنها مجموعة ظواهر مركّبة، و أنها قابلة للنقل و تتسم بسمات دينية و أخلاقية و جمالية و تقنيّة، و من خصائصها أنها تكون مشتركة بين كل الأجزاء في مجتمع عريض أو في عدة مجتمعات. و يضيف بأن الحضارة مقابل الحالة الوحشية، و أن اللغات الحضارية هي تلك التي تمتلك أدباً، أو تلك التي تكون وسيلة للتعبير عن أفكار سياسية أو علمية أو تاريخية أو غير ذالك.
نلاحظ عند لالاند خلطا و إرباكا في تحديدCivilisation ، حيث نجد ما ورد عنده قد خلط بين الثقافة و الحضارة و بين الهوية و طرائق الحياة العملية.
أما واضعو (( الموسوعة العربية العالمية )) فقد كانوا أكثر تحديدا، فجاء عندهم تحت مفردة الثقافة: (( الثقافة تشتمل على الفنون و المعتقدات و الأعراف و الاختراعات و اللغة و التقنية و التقاليد. و يماثل مصطلح الثقافة الحضارة، غير أن المصطلح الأخير يشير، في الأغلب، إلى طرائق الحياة العملية الأكثر تقدما )). و هذا التمييز يظهر عندهم بشكل أوضح عندما انتقلوا إلى تحديد الحضارة، حيث قالوا: (( الحضارة طريقة حياة نشأت بعد أن بدأ الناس يعيشون في مدن أو مجتمعات نظّمت في شكل دول. و الحضارة تشمل الفن و العادات و التقنية و شكل السلطة و كل شيء آخر يدخل في طريقة حياة المجتمع. و من هذا المنظور فإن الحضارة مماثلة للثقافة، و لكن الثقافة تشير إلى وسيلة من وسائل  الحياة و تشمل أسلوب الحياة البسيطة و المعقدة، أما كلمة الحضارة فتشير فقط إلى أساليب الحياة التي تتصف بنظم اقتصادية و حكومية و اجتماعية معقدة، و لذا، بالرغم من أن كل إنسان يعيش في إطار ثقافةٍ ما، إلا أنه لا يعيش كل فرد في إطار حضارة ما((



 د. أحمد السحمراني، الإسلام و الآخر، ص 68 إلى 70

samedi 26 mars 2011

تأرجح بين الغلو في الدين و الانحلال


تأرجح المجتمعات الإسلامية بين الغلو في الدين و التطرف الأيديولجي من ناحية، و الانحلال و الميوعة  و التسيب من ناحية ثانية، فهي إذن بإزاء بحث عويص عن توازن جديد للجسم الاجتماعي يحتل فيه الاعتدال و التسامح مكان التعصب و الانغلاق، و تحتل فيه الثقة في النفس مكان تقليد الآخر، إذ لا مجال لتوازن المجتمع و تقدمه إذا ما شغلت المحافظة أو المغامرة وسط الميدان، و لم تكن في منزلتها الطبيعة على هامشه.


د. عبد المجيد الشرفي، مستقبل الإسلام في الغرب و الشرق، ص 106

نعيم العلم و شقاء الجهل


و الحق ان المنزلة الإنسانية هي التي تستدعي في الآن نفسه الشقاء و السعادة بما يعكر صفو الحقائق الموروثة، أن العقل البشري هو المسؤول بالدرجة الأولى عن هذا التوتر، و عن التأرجح بين الرغبة في المعرفة بكل مخاطرها، و الرغبة في التسليم و الاعتماد على الآخر أيّاً كانوا، أسلافا أو رجال دين أو غيرهم. ألم يقل شاعرنا في ذلك:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم!
و كذلك:

تصفو الحياة لجاهل أو غافل
عما مضى فيها ما يتوقع؟




مستقبل الإسلام في الغرب و الشرق، ص 19 و 20، د. عبد المجيد الشرفي


dimanche 6 mars 2011

تعريف الحضارة من كتاب الإسلام و الغرب، رؤية محمد أسد


الحضارة كما جاء في ((معجم الوسيط)) : الإقامة في الحضر (و الحضر: القرى و المدن و الريف)، و هي ضد البداوة (اي: الهمجية و التوحش)، و هي مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني و الحضارة: جملة من مظاهر الرقي العلمي و الفني و الادبي و الإجتماعي في مجتمع من المجتمعات، او في مجتمعات متشابهة.
و تعرف الحضارة عند اهل الخبرة و الإختصاص بانها: نتاج الإنسان المدني الإجتماعي بخصائصه الفكرية و الروحية و الوجدانية و السلوكية تحقيقا لاهداف امته، و ما ارتضته هذه الامة من قيم و مثل و مبادئ.

La Crise, Financière ou Economique?

Contrairement à l'opinion un peu partout mise en avant aujourd'hui, la crise actuelle n'est pas d'abord financière, mais une crise économique - ce qui, en un sens, est beaucoup plus grâve, plus profond, et implique des réponses plus fondamentales.

Luc Ferry, Face à la crise, page 7

الإسلام و الغرب ـ يوميات شاعر فلسطيني يعيش في إيطاليا

...تطفو على ذاكرتي قصة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ثاني الخلفاء. كان قائد السرايا، في القرن السابع، لفتح القدس. المدينة مهمة للمسلمين لان الرسول صلى الله عليه و سلم، في ذلك المكان، حولت إليه السلطة الدينية من خَلَفِ إسحاق عليه السلام إلى خلف إسماعيل عليه السلام، من حيث ينحدر.
استقبل بطريك المدينة المقدسة الخليفة واهبا إياه مفاتيحها. و بعد ان تجولا في أرجائها و مع وصول موعد صلاة العصر، دعا البطريك الخليفة إقامة الصلاة في الكنيسة. رفض عمر هذا لأنه، حسب رأيه، يخشى ان يعتبره المسلمون بعد وفاته مسجدا. أقام الصلاة جوار الكنيسة، حيث بني لاحقا مسجد يحمل اسمه، و منذها تحترم الكنيسة كمركز ديني.
...
 
صلاح محاميد، الإسلام و الغرب ـ يوميات شاعر فلسطيني يعيش في إيطاليا- ص 18


مقاربة بين افلاطون و ابن خلدون


و الدارس و المتابع للفكر البشري يجد حشدا من النصوص التي تقرر هذه المسأله (ضرورة الإجتماع او أن الإنسان مدني بطبعه), و تسلم بها من دون تردد ان نقاش, و نذكر منهم الفيلسوف أفلاطون في كتابه الجمهورية حيث يقول :
 )) إن المرء لا يستغني عن إخوانه. هذا هو منشأ الهيئة الاجتماعية و الدولة. و لا بد فيها من أربعة أو خمسة رجال، على الأقل، يمثلون العناصر الأولى في توزيع الأعمال، و يتسع مجال ذلك كلما نمت الجماعة، فتحتوي الحياة في بدء نشأتها على الزراع و البنائين و الحاكة و الأساكفة. يضاف إلى هؤلاء، لأول وهلة، النجارون و الحدادون و الرعاة. و مع الزمان تنشأ التجارة الخارجية التي تستلزم زيادة المنتوجات في الوطن، لدفع بدل الواردات من الخارج. و ازدياد المنتوجات يستلزم وجود طبقات من الباعة و أصحاب المخازن و الصرافين.
و تحتاج الأمة إلى تجار، و بحارة، و مستخدمين و عمال. و إذا نشأت الأمة على هذا النسق حصلت على حاجاتها، إذا لم يزد عددها على ثروتها نسبيا. على انها إذا جهزت بالكماليات مع الحاجيات لزمها طهاة و حلوانيون، و حلاقون، و ممثلون، و راقصون، و شعراء، و أطباء، و ذلك يستلزم طبعا مجالا شاسعا، و قد يفضي إلى اشتباكها في الحرب مع جيرانها، فتحتاج الدولة إلى جيش دائم و طبقة حكام ((

إن هذا النص لأفلاطون يحوي منظومة شبكة علاقات اجتماعية تنطلق من العلاقات البسيطة لتكوين كيان اجتماعي يمليه واق حال الإنسان الفرد, و يندرج في إيراد أسماء المهن, حتى ينتهي إلى الشكل الأرقى ألا و هو الانتظام في هيئة حكومية بتوفير عنصري هذه الهيئة: الحكام و الجند.

إن نموذج العلاقات الاجتماعية، وفق النموذج الافلاطوني، شبكة جعلت لكل ذي موهبة و كفاءة موقعاً؛ أي حققت نموذجاً لهيئة اجتماعية منتظمة يقبل كل فرد فيها الآخر، و تتكامل فيها الأدوار، و لا استغناء عن شخص أو دور يقوم به هذا الشخص أو ذاك.

إن ثقافة تتأصل على هذا النحو، لا يكون فيها منبوذون أو مهمشون، و هو نموذج يصح أن يحتدى به لتحقيق فكرة أو قاعدة قبول الآخر مع الإقرار بالتنوع في الاختصاص. و إذا ما حصل إشكال، أو تعدِّ، بحيث يترك آثاراً سلبية على الانتظام و النظام العام، تكون عندها المهمة الموكلة للحكام و الجند لحفظ هذا النظام الذي يكون فيه مكان للجميع.

و نستطيع الإستفادة من نموذج آخر من الفكر، الذي تحدث عن قبول الآخر في الاجتماع الانساني، مأخوذ عن عبد الرحمن بن خلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون. قال ابن خلدون:

 ))إن الاجتماع الإنساني ضروري، و يعبر الحكام عن هذا بقولهم: الإنسان مدني بالطبع؛ اي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم، و هو معنى العمران، و بيانه أن الله سبحانه حلق الإنسان، و ركبه على صورة لا تصح حياتها و بقاؤها إلا بالغذاء، و هداه إلى التماسه بفطرته، و بما ركب فيه من القدرة على تحصيله، إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء عير موفية له بمادة حياته من، و لو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه، و هو قوت يوم من الحنطة مثلا، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن و العجن و الطبخ، و كل واحد من هذه الأعمال الثلاثية يحتاج إلى مواعين و آلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد و نجار و فاخوري. هب انه يأكل حبا من غر علاج فهو أيضا يحتاج، في تحصيله حبا، إلى أعمال أخرى أكثر من هذه من الزراعة و الحصاد، و الدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل...
فلا بدّ من اجتماع القدر الكثير من أبناء جنسه ليحصل القوت له و لهم، فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف، و كذلك يحتاج كل واحد منهم أيضا في الدفاع عن نفسه إلى الاستعانة بأبناء جنسه؛ لأن الله سبحانه لما ركب الطباع في الحيوانات كلها و قسم القدر بينها، جعل حظوظ كثير من الحيوانات العجم من القدرة أكمل من حظ الإنسان...و جعل للإنسان عوضا من ذلك كله الفكر و اليد...
و إذا كان التعاون حصل له القوة و السلاح للمدافعة...فلا بد من وازع يدفع بعضهم عن بعض ((

إن ابن خلدون أورد مصطلحات لم يذكرها أفلاطون، منها الإشارة إلى الفكر عند الإنسان، و منها التعاون، لأن التعاون يدل على قبول الآخر ضمن صيغة تكاملية، و هو مطلوب كي تسود الاستقرار في العلاقات بين أفراد المجتمع. كما أن ابن خلدون أشار إلى أمر مهم، هو أن محدودية طاقات الإنسان و قلة القصور فيها يتم علاجه بالتكامل و التعاون من جهة، و بأن يبدع الفكر الإنساني الآلات و المواعين و المعدات التي تضيف قدرة إلى قدرة الإنسان، و طاقة إلى طاقته، و بذلك يتأكد إن الإنسان هو المحور و المدار، و سعادته و مصالحه هي الهدف و الغاية.


د. أسعد السحمراني، الإسلام و الآخر، ص 26 و27 و 28